من قنوات المياه التي تتلألأ تحت أضواء الشمال إلى الأزقة المرصوفة بالحجارة والمُحاطة بالمقاهي البسيطة، تتحرك مدينة كوبنهاغن بإيقاعها السلس الخاص. هنا، تتحدث الأناقة بهدوء لكنها تحمل تفاصيل مميزة: خطوط نظيفة، طبقات من الخامات، وسهولة تنبع من الإحساس. من جولات الدراجة في الصباح إلى اللحظات الصاخبة في الليل، البساطة العصرية هي ما يميز أسلوب الحياة في المدينة. تعرّفي على الأشخاص الذين يُجسّدون الأناقة الاسكندنافية ببساطتهم وأناقتهم الفطرية.
مادز إميل غروف مولر
لا يكتفي مادز إميل بمراقبة الموضة، بل يصنعها. فالمصمم والمحرر والمستشار الثقافي المولود في كوبنهاغن يجلب معه أكثر من عقدٍ من الخبرة في الإعلام المتخصص بالموضة ومعرض "CIFF" إلى كل مشروع يعمل عليه. يشتهر بحضوره الهادئ وأناقته المتقنة، ويحول اللحظات اليومية إلى مشاهد فنية تجمع بين الدقة التحريرية ورؤية واثقة وهادئة. برؤية تُلهم الفضول وأسلوب يقوم على التعبير الشخصي، يثبت مادز إميل أن الأناقة الحقيقية ليست فيما يرتديه الرجل فحسب، بل في الطريقة التي يتحرك بها في هذا العالم.
ينطلق أسلوب مادز إميل من شغفه العميق بالموسيقى، ذلك الشغف الذي قاده أولاً إلى عالم الموضة. فقد بدأ عمله كـ"دي جي" في سنواته المبكرة، وتعلم حينها أن ما يرتديه يمكن أن يكون مؤثراً بقدر الموسيقى التي يعزفها. واليوم، يعبر عن أسلوبه الراقي والبسيط في الوقت نفسه من خلال إطلالات منسّقة بعناية، تكون فيها الأحذية غالباً نقطة البداية وأساس كل إطلالة.
يستمد مادز إميل إلهامه من تجوله في أماكنه المفضلة في مدينة كوبنهاغن: من متجر "Sound Station" الأيقوني، إلى "Café Kismet"، وصولاً إلى هدوء "حديقة الملك". هذه اللحظات اليومية في المدينة هي ما يُجسد أسلوبه، وتمزج بين العناصر الكلاسيكية والمعاصرة في سردٍ شخصي متكامل. "إن مراقبة العالم من حولي هي الطريقة التي أستمد منها أفكار أناقتي، فأبحث عن التفاصيل التي تُلهمني طرقاً جديدة للتعبير عن نفسي."
تسوق الإطلالة عرض الكل
جينيت مادسن وثورا فالديمارز المديرتان الإبداعيتان لدار روتيت
جينيت مادسن وثورا فالديمارز، لا تصممان الملابس فحسب، بل تجسدان أسلوب حياة وموقفاً كاملاً. فبصفتهما العقول الإبداعية وراء العلامة الجديدة على ليفيل شوز، تختزلان أناقة كوبنهاغن المرحة في قصّات جريئة، طاقة متوهجة، وأنوثة غير تقليدية. أسلوبهما هو مزيج من التناقضات المتناغمة: بسيط لكنه نابض بالحياة، راقٍ لكنه متمرد. معاً، تجسدان جوهر الأسلوب الدنماركي الحديث، حيث تلتقي الثقة بالهدوء، وكل قطعة مصممة لتخطف الأنظار.
التقتا أثناء عملهما كمحررتين في مجال الموضة في كوبنهاغن، حيث لاحظتا فجوة في السوق لم ينتبه إليها أحد غيرهما. كانت رؤيتهما واضحة: علامة تجمع بين الجرأة والجاذبية والسعر المناسب، لتبرز بثقة دون بذل أي جهد في لفت الأنظار
أسلوب كل منهما يعكس شخصية مختلفة تماماً — إحداهما مرحة، براقة، وغير متوقعة أحياناً؛ والأخرى أنثوية، جريئة، وغاية في الأناقة بكل سهولة. معاً، تُقدمان علامة تنبض بالحياة والحركة، تعبر عنهما بكل فخر وصدق.
إعادة شحن الطاقة تحدث خارج المكتب. تجلسان في المقاهي المحلية الصغيرة في الهواء الطلق، تراقبان الشوارع وهي تنبض بالحياة. من مراقبة المارة وحركة الناس والتقاط اللحظات غير المتوقعة، تولد الإلهامات. مدينة كوبنهاغن، بشخصياتها المتعددة وأسلوبها البسيط الأنيق، تتحول إلى لوحة حيّة لهما
ولو كانتا حذاءً؟ فإحداهما صندل خفيف، والأخرى حذاء لامع عالي الكعب. كل اختيار يعكس هوية المدينة التي تعيشان فيها.















